المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صاحب الجنتين



المفوض امره لله
1st October 2012, 05:09 AM
http://www.islam2you.com/forums/islam2youup/Allah/besmallah03.gif
قال تعالى فى سورة الكهف من الآية 33 الى الآية 44
{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً (33)*وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً (35) وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً (36). قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلا(37)لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالا وَوَلَدًا(39)فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا(40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41)وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا (43)هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44) )

الناس ألوان منهم المؤمن ومنهم الكافر ومنهم الطائع ومنهم العاصى ..
وفى هذه الآيات الكريمة يعرض لنا الله سبحانه وتعالى نموذجين مختلفين من البشر ,
الرجل المؤمن الذى لا يملك شىء فى الحياة من متاع الدنيا ويرضى ويحمد ربه على كل شىء ويتمسك بدينه وايمانه وعقيدته ,
وتعرض الرجل الكافر الذى أعطاه الله جنتين ( أى بستانين ) من أجمل البساتين المثمرة التى يحيطها النخل من كل جانب وتملأها الأنواع العديدة من الثمار والخضر والفاكهة ,
وبالرغم من ذلك فانه لا يؤمن بالله ولا يؤمن بالبعث والحساب ولا يشكر ربه على تلك النعم....
وبداية القصة أنه كان هناك رجلان صديقان شريكان يمتلكان ثمانية آلاف دينار فاقتسماها وأخذ كل واحد منهما أربعة آلاف دينار فقام الكافر بشراء أرض بألف دينار فقال صاحبه المؤمن اللهم ان فلانا اشترى أرضا بألف دينار وأنا اشتريت منك أرضا فى الجنة بألف دينار ...
وتصدق بالألف دينار ,
وذهب الكافر فاشترى دارا بألف دينار فقال المؤمن اللهم ان فلانا قد اشترى دارا بألف دينار وانا اشتريت منك دارا فى الجنة بألف دينار ,,
وتصدق بالألف دينار ,
ثم تزوج الكافر امرأة وأنفق عليها ألف دينار فقال المؤمن اللهم ان فلانا تزوج امرأةبألف دينار وأنا أخطب اليك أمرأة من نساء الجنة بألف دينار وتصدق به وراح الكافر فاشترى خدما ومتاعا بألف دينار فقال المؤمن الله ان فلانا اشترى خدما ومتاعا بألف دينار وانى اشترى منك خدما ومتاعا من الجنة بألف دينار وتصدق بالألف دينار .
وكان الكافر يتاجر فى كل شىء حتى أصبح يمتلك ثروة كبيرة جعلته يصاب بالكبر والغرور ويزداد كفرا بالله وبعدا عنه بدلا من أن يكون مؤمنا شاكرا لأنعم الله عليه ,
وفى يوم من الأيام احتاج الرجل المؤمن بعض المال فخطر على باله صاحبه فذهب اليه لعله يقرضه ما يريد أو يجعله يعمل لديه عملا ويأخذ مقابله المال
.ذهب الرجل المؤمن الى صاحبه الغنى وطلب منه أن يستعمله فى أى عمل حلال فقال له صاحبه :
ألم نتقاسم المال ؟
قال المؤمن : نعم فسأله الكافر بنعمة الله : فماذا صنعت به؟
فقال له صاحبه : لقد اشتريت به من الله نعيما مقيما فى الجنة !!!
فقال الكافر مستنكرا : هل تظن أن هناك آخرة وجنة ونار ؟ انى أراك سفيها !!! ألا ترى ما صنعت بمالى ؟
وأخذ الكافر يتفاخر ويتعالى ويناقشه بتكبر وفخر وكبروخيلاء ويقول أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا ,
فقد قاس مظاهر الفضل والتفضيل بالمال والمتاع ورأى أن متاع الدنيا فى المال والجاه والسلطة وكثرة الأنصار والجاه ,,,
وذهب الى جنته بخيلاء وتكبر مطموس على قلبه فظن أنها دائمة لا تزول خالدة فليس هناك بعث ولا قيامة ,فقال
( ما أظن أن تبيد هذه أبدا )
لقد ظن انها لا تهلك ولا تفنى ولا تتلف فقلبه مغلق بكفره ,
لقد ضعف يقينه بالله وذلك لاعجابه بالحياة وحب الدنيا وتمسكه بها وبعده عن الله والايمان فقال ( وما أظن الساعة قائمة )
ثم استطرد قائلا
( ولئن رددت الى ربى لأجدن خيرا منها منقلبا )
وهذا هو قمة الكفر بالله فقد اعتقد ان الله سيعطيه فى الآخرة كما أعطاه فى الدنيا بل سيعطيه أكثر ,
هذا ان كان هناك قيامة وهناك بعث وحساب .
وظل صاحبه المؤمن ثابتا بالايمان متمسكا بحبه لله وايمانه بالبعث والنشوروالحساب وأخذ يحاوره فى ثبات فقال له أكفرت بالذى خلقك من تراب ؟ وأرشده الى مايجب فعله عند دخول البستانين ليقول ماشاء الله !!!
لا قوة الا بالله !!
ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن أى لا قدرة لنا على طاعته الا بتوفيقه ومعونته ,
أى ان كنت متيقنا بأنك أكثر منى مالا وولدا وناصرا فقد يؤتينى الله أكثر منك بقدرته فقد يتغير الحال فاصبح غنى بفضل الله وتصبح فقيرا وتزول تلك الأشياء منك ,
فالله قادر على أن يرسل عليها آفة تجتاحها أو صاعقة من السماء فيخرب بستانك وتصبح الحديقة أرضا ملساء لا تثبت عليها قدم ,
جرداء لا نبات فيها ولا شجر ولا ثمر ويغور ماؤها فى الأرض فيتلف كل مافيها من الزروع والشجر والثمار نتيجة لكفرك وعنادك وعدم ايمانك فلا تستطيع رد تلك النعمة وهذا النعيم والمال والسلطان !!!
وفعلا حدث ما توقعه المؤمن ,
فلقد أرسل الله صاعقة مدمرة دمرت كل ما فى البساتين والجنان وزالت النعمه التى كان يتمتع بها الكافر ويتكبر بها على عباد الله من حوله , وندم الكافر أشد الندم ولكنه ندم لا ينفع بعد فوات الأوان ,
لقد ندم على كفره وشركه بالله فقال وهو يعض على أصابعه
( ياليتنى لم أشرك بربى أحدا )
لقد خسر الكافر كل شىء ولم يجد قوة ولا جيش ولا مال ولا أعوان ينصرونه ويحمونه ويوقفون عنه عذاب الله ولهذا هلك وخسر وما كان منتصرا ,,,
ان الولاية لله الحق ,
{فالفائز والسعيد هو من كان الله معه موفقا وناصرا}
وحافظا وهو الذى يحب الله ويحبه الله
فيمنحه فى الدنيا من مظاهر المتاع الدنيوى من مال وجاه ورجال وأبناء ونساءوعليه الايمان والرضاواليقين والشكر والحمد
فيكفى أن الله وهبه الايمان واليقين والرضى والسعادة بالقليل
فما علينا الا أن نختار نموذج المؤمن المطمئن الراضى السعيد بقضاء الله المتحدث بنعمة الله وفضله ...

أبو يوسف
31st October 2012, 04:20 PM
http://www.islam2you.com/forums/mwaextraedit6/extra/17.gif

المفوض امره لله
1st November 2012, 08:17 PM
http://www.islam2you.com/forums/mwaextraedit6/extra/17.gif



جزاك الله خيرا وأكرمك وهداك الى صراته المستقيم
شكرا للتعديل والمرور الكريم والتعديل
بارك الله فيك وبارك عليك وبارك فيك
يعطيك العافية