المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عنوان سعادة العبد ( الجزء الثانى الصبر على البلاء )



العائد الى الله
7th June 2010, 08:03 PM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وبعد

الصبر منزلة عظيمه ينالها اهل الله وخاصته فإذا ابتلى الله العبد بليه وامتحنه امتحان فانه يختبر ثباته وصبره ففرضه فيها التسليم والقبول والله اذا احب العبد ابيلاه فالصبر على البلاء رفع للدرجات ففى الحديث الذى رواه جد محمد بن خالد السلمي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
"ان العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ثم صبره على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله
"الراوي: جد محمد بن خالد السلمي المحدث: ابن حجر العسقلاني (http://www.dorar.net/mhd/852) - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح (http://www.dorar.net/book/3031&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 2/169خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة]

وقد عرف الإمام بن القيم الصبر فى كتابه القيم الوابل الصيب من الكلم الطيب انه حبس النفس عن التسخط بالمقدور وحبس اللسان عن الشكوى وحبس الجوارح عن المعصية كالطم وشق الثياب ونتف الشعر ونحوه .

ولله عبودية فى السراء كما له عبودية فى الضراء فالوضوء بالماء البارد فى شدة الحر عبوديه والوضوء بالماء البارد فى الشتاء القارص لمن لم يستطع تدبر امره كذلك عبوديه كمثل الإنفاق فى السراء والضراء كلاهما عبوديه ولكن شتان بين الأمرين فالصبر فيهما ليس سواء.

ابشر يا من صبرت والبشرى ممن انها بشر من الله يقول تعالى
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} البقرة (155.156)

والمصيبة نوعان فالأولى مصيبة فى الدنيا والثانيه مصيبة فى الدين فالأولى اهون لأن فيها قد يكون الهلاك هلاك البدن او المال او الولد وهذا اجره على الله ان صبر صاحبها يقول تعالى
{ انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب}" من الاية10 من سورة الزمر
يالله على الثواب العظيم والأجر الجزيل الله يقول بغير حساب واما ان كانت الثانيه فلا حول ولا قوق الا بالله

ايوب عليه السلام رزقه الله اموالا واولادا وزوجات كثيره فابتلاه الله فى ماله فتلف وفى اولاده وزوجاته وجسده وظل مريضا ثمانة عشر عاما حتى جافاه القريب والبعيد فقال رجلان من ناحيته أحدهما قال للآخر إن ايوب أذنب ذنباً ما أذنبه أحد لذلك لم يرفع الله عنه هذا البلاء، فأُخبر أيوب بذلك فقال أيوب عليه السلام {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}،من الاية (83)من سورة الانبياء
لم يقل كلمة سخط ، بل صبر ورضى ببلاء الله لم يقل لِمَ ابتلاني الله وماذا فعلت لابتلى ، بل كان يحمد الله تعالى ولم يقل الا ما يرضى الله .

لقد قال الله بعد دعائه "{فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر واتيناه اهله ومثلهم معهم رحمه من عندنا وذكرى للعابدين } الانبياء (84)
الله اكبر الفاء تدل على سرعة الاستجابة فاوحى الله إليه أن اضرب برجلك الأرض فركل الأرض برجله فنبع له ماءٌ فأوحى الله إليه هذا مغتسل بارد وشراب أي إغتسل منه واشرب منه فاغتسلَ وشربَ منه فعاد كما كان

الله يريد ان يسمع صوتك تقول يارب فى وقت الشده يبتليك ليسمعك تناجيه

وهذ ا ذا النون التقمه الحوت فاصبح فى الظلمة وحيدا مبتلا ليس له الا الله فنادى فى الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين قال الله بعدها فاستجبنا له ونجيناه من الغم انه الله القدير من بيده ملكوت كل شىء الله القادر يقول للشىء كن فيكون اخى عد الى الله وادعوه فهو خير مجيب وخير معين يفرج الكروب.

تجضرنى قصه ذكرها الشيخ محمد بن محمد بن محمد المختار الشنقيطى ان شابا جاء اليه يسأله ان يتوسط له عند رجل ليجد له وظيفة بعد ان تنكدت عليه وظيفته فقال له الشيخ ان شئت كلمته لك او تكلمه انت فقال الرجل للشيخ من هو فقال الشيخ هو الله فقال الرجل ها فقال الشيخ يا اخى لو قلت لك فلا او علان لقلت دلنى عليك جرب دعوة الأسحار فقال ارجل تلك الليله احسست ان شيئا ما يوقظنى فقمت وصليت ودعوت الله وفى الصباح خرجت بحثا عن عمل ومررت من امام ادارتين فدخلت احدهما احداهما فإذا بالمدير يقول له اين انت نبحث عن امثالك وخيره بين وظيفتين اقلهما افضل من وظيفته السابق. انها قدرة الله وعطاؤه الجزيل خزائنه ملأى

فإن ابتلاك الله فاعلم انه يحبك ويريد أن يرى مدى صبرك وثباتك
" إذا أحب الله عبدا ابتلاه ، الحديث
الراوي: أبو عنبة الخولاني المحدث: السيوطي - المصدر: النكت على الموضوعات - الصفحة أو الرقم: 91
خلاصة حكم المحدث: له شواهد بأسانيد جيدة

فالبلاء حب ورفع لمنزلة العبد وحسبك ايها المبتلى قوله تعالى
انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب"

المفوض امره لله
18th September 2010, 08:16 AM
جزاك الله خيرا واثابك بالنعمة والمغفرة وحسن الثواب وزاد من حسناتكم وابعد عنكم رجز الشيطان وحصنكم منه وجعلك وايانا من الصابري على البلاء الشاكرين لله على كل ما يصيبنا وانا لله وانا اليه راجعون