وبه نستعين على شيطان الانس والجن اجمعين
اما بعد :
من كتاب زاد المعادفى هدى خير العباد للامام ابن قيم الجوزيه
فصل فى الاذن بالقتال والجهاد
-الجزء الأول _
لما استقر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وأيده الله بنصره ,
بعباده المؤمنين الانصار والف بين قلوبهم بعد العداوة التى كانت بينهم فمنعته انصار الله وكتيبة الاسلام من الأسود والأحمر وبذلوا نفوسهم وقدموا محبته على محبة الآباء والأبناء والأزواج وكان أولى بهم من أنفسهم ,
رمتهم العرب و اليهود والمشركين عن قوس واحدة وشمروا لهم عن ساق العداوة والمحاربة وصاحوا بهم من كل جانب والله سبحانه يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالصبر والعفو والصفح حتى قويت الشوكة واشتد الجناح
فأذن الله بالقتال ولم يفرضه عليهم
فقال تعالى : ==
{ اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير }
(الحج آية 39 )
وتلك الآية أول آية نزلت فى القتال ,, وكانت بعد اخراج الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من مكة ..
{الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز }
الآيةرقم( 40) سورة الحج ..
وقد فرض الله سبحانه وتعالى عليهم القتال لمن قاتلهم دون من لم يقاتلهم ولم يفرض القتال طمعا فى ارض او غنائم او استعمار بل فرض للرد على من بدأ بالقتال
( أين الارهاب والتخويف والرعب من جانب المسلمين يا من تقولون ان الاسلام دين توحش وهمجية وارهاب ؟؟؟؟ )
وقد قال سبحانه وتعالى
{وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين }
آيه 190 من سورة البقرة ....
وقد كان القتال محرما , ثم مأذونا به , ثم مأمورا به لمن بدأهم بالقتال , ثم مأمورا به لجميع المشركين , والجهاد فرض عين اما بالقلب واما باللسان واما بالمال واما باليد.......
قال سبحانه وتعالى
{انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}
(التوبة 41)
وقال ايضا
{يا ايها الذين امنوا هل ادلكم على تجاره تنجيكم من عذاب اليم* (10) *تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون * (11)يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم *(12)
_سورة الصف_
وأخبر سبحانه وتعالى انهم ان فعلوا ذلك مايحبون من النصر والفتح القريب فقال
{واخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين }
الصف (13)
أى ولكم خصلة اخرى تحبونها فى الجهاد وهى ( نصر من الله وفتح قريب ) واخبر سبحانه وتعالى أنه
( اشترى من المؤمنين أنفسهم وأمولهمبأن لهم الجنة )
{إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم}
التوبة (111)
وأعاضهم عليها الجنة وان هذا العقد والوعد قد اودعهافضل كتبه المنزلة وهى التوراة والانجيل والقرآن ثم اكد ذلك باعلامهم انه لا احد اوفى بعهده منه تبارك وتعالى ثم اكد ذلن بان امرهم بان يستبشروا ببيعهم الذى عاقدوه عليه ثم اعلمهم ان ذلك هو الفوز العظيم .
قال صلى الله عليه وسلم
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( مثل المجاهد في سبيل الله ، والله أعلم بمن يجاهد في سبيله ، كمثل الصائم القائم ، وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه : أن يدخله الجنة ، أو يرجعه سالما مع أجر أوغنيمة ) .
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 2787
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
أخرجه البخارى
وقال ( ان فى الجنة مائة درجة اعدها الله للمجاهدين فى سبيل الله مابين كل درجتين كما بين السماء والارض فاذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فانه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر انهار الجنة )
الحديث
من آمن بالله وبرسوله ، وأقام الصلاة ، وصام رمضان ، كان حقا على الله أن يدخله الجنة ، جاهد في سبيل الله ، أو جلس في أرضه التي ولد فيها . فقالوا : يا رسول الله ، أفلا نبشر الناس ؟ قال : إن في الجنة مائة درجة ، أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ، فإذا سالتم الله فاسألوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة ، وأعلى الجنة - أراه - فوقه عرش الرحمن ،
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 2790
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وقال صلى الله عليه وسلم
من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله فبسبعمائة ومن أنفق على نفسه وأهله أو عاد مريضا أو ماز أذى فالحسنة بعشر أمثالها والصوم جنة ما لم يخرقها ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة
الراوي: أبو عبيدة بن الجراح المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - لصفحة أو الرقم: 3/145
خلاصة حكم المحدث: إسناده في أصله صحيح
وقال ايضا
مر رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بشعب فيه عيينة من ماء عذبة , فأعجبته , فقال : لو اعتزلت الناس , فأقمت في هذا الشعب , فذكر ذلك لرسول الله – صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال : لا تفعل ؛ فإن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عاما , ألا تحبون أن يغفر الله لكم , ويدخلكم الجنة ؟ ! اغزوا في سبيل الله , من قاتل في سبيل الله فواق ناقة ؛ وجبت له الجنة .
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - لصفحة أو الرقم: 3753
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
وقال
ثلاثة حق على الله عونهم : الناكح الذي يريد العفاف و المكاتب الذي يريد الأداء أى العبد الذي يريد أن يحرر رقبته ببذل مقدار من المال يكاتب عليه سيده والغازي في سبيل الله
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: غاية المرام - لصفحة أو الرقم: 210
خلاصة حكم المحدث: حسن
اللهم ارزقنا الشهادة فى سبيلك