أنا بعتذر جدا عن التأخير


قال بصوت عميق وهو ينظر فى عينيها : قد تدوم الضحكه على الشفاه بضع دقائق..ولكن يبقى اثرها فى القلوب مادامت الحياه
احمر خداها بشده وظهر فى عينيها انفعال شديد وقالت بصوت مختلف : فى امريكا ..لا يفعلون هذا الا من اجل جنى المال ..أما انت فلديك فلسفه غريبه جدا فى الحياه
قال : نعم ..فلسفة الإرهابيين المتمردين العدوانيين السيكوباتيين ..أصحاب اللحى السوداء
انطلقت تضحك من كل قلبها وشاركها الضحك
هز كتفيه وقال : لاتنخدعى بالمظاهر فلا يمكننى شراء مثل هذا الزى
قالت بدهشه : أعلم ذلك فهو غالى الثمن ..ولكن من أين أتيت به؟
قال بهدوء : أحد أصدقائى يمتلك محلا لبيع الهدايا ولعب الأطفال والزينات والمقالب...استأجرته منه
هزت رأسها وقالت ببساطه : نعم ..هذا هو على
ترك الطعام ونظر اليها وقال بهدوء : من يدرى, قد تتذكرينى يوما فتبتسمين وتقولين لنفسك هذا الرجل ذو اللحية السوداء كان دائما يضحكنى
تقول باستسلام : سأكون فى أمريكا بعد غد
أغلقت الهاتف وعينيها تعصراتلاشت ابتسامتها ببطء وحل محلها التجهم ثم دفعت طبقها بغضب فأراقت بعضا منه على المائده وتركته ودخلت غرفتها بغضب واضح
تبعها بدهشه وهو يناديها فلا تجيبه
ارتمت على الفراش ووضعت خدها على الوساده وبدأت تبكى
غمرته الدهشه للحظات من تصرفها الغريب ,ثم جلس بجوارها وأسند رأسه الى ظهر السرير وزفر بضيق وهو ينظر الى السقف ويقول بهدوء : أصبحت دموعك قريبه للغايه ..أقرب حتى من غضبك..يبدو اننى فقدت مهارتى فى اضحاكك,وأصبحت مملا وسخيف للغايه
نظر اليها وهى تبكى وقال برجاء : كفى يا ساره فدموعك تقتلنى
قالت من بين دموعها : أنت تتعمد ايذائى
قال بصدق خالص : لا والله , بل أردت أن...
صمت قليلا ثم زفر بضيق وقال : اخبرينى ما الذى يرضيك وانا افعله على الفور...فقط لا أريد أن أراك حزينه
التفتت تنظراليه ثم نهضت جالسه وقالت بتردد : ما رأيك ان نلغى فكرة السفر ونبقى هنا؟
عقد حاجبيه بدهشه وقال : ولكنى أفعل كل هذا من أجلك , و ماذا عن عملك ؟هل تريدين ان ..
قاطعته برجاء : يمكننى أن آخذ بنصيحتك وابحث عن عمل فى أى مكان آخر..حتى لو كان معلمه لغات فى مدرسة أطفال
تأملها بدهشه عظيمه وصمت تماما لا يدرى ماذا يقول
انتفضت بفزع على صوت رنين هاتفها المحمول وتجمدت تماما فى مكانها , فقط أخذت تنقل بصرها بحيره شديده بين على وبين الهاتف الموضوع على المكتب
أخذ الهاتف يرن لمده طويله وهى لا تتحرك حتى قال على : ألن تردى؟
استسلمت أخيرا ونهضت من مكانها ببطء واتجهت الى المكتب وتناولت الهاتف بتردد كبير وعندما رأت رقم المتصل لم تجيب ..بل انتابتها رغبه عارمه فى القاء الهاتف من النافذه
انتفضت على صوت على من خلفها يقول : ردى
فتحت الهاتف اخيرا وقالت بكلمات مغتصبه : نعم جيف ..
أنا بخير........
نزلت عيناها الى التذاكر الموضوعه أمامها على المكتب وظهر على وجهها الألم وقالت بتردد : لقد تأكد الحجز
رفعت عيناها وتنهدت وهىن الألم عصرا

و صلى اللهم و سلم على النبى الامين
و الحمد لله رب العالمين