يا نفس توبي فإن الموت قد حانا ...
واعصي الهوى فالهوى ما زال فتانا
أمــا ترين المــنايا كيف تلقـــطنا ...
لقــــطاً وتلحــق أخــرانا بأولانا
في كل يوم لــنا ميـت نشـــيعه ...
نــرى بمصــرعه آثــــار موتــانا
يا نفس ما لي وللأموال أتــركها ...
خلفي وأخرج من دنياي عريانا
أبعد خمسين قــد قضّيْتها لعـــباً ...
قد آن أن تقصـري قد آن قد آنا
ما بالنا نتعامى عن مصـــائرنا ...
ننسى بغفلتنا من ليس ينسانا
نزداد حــرصاً وهذا الدهر يزجرنا ...
كأن زاجـــرنا بالحــــرص أغــرانا
أين الملوك وأبنــاء الملوك ومـن ...
كانت تخـــر له الأذقــان إذعـانا
صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا...
مستبدلين من الأوطان أوطانا
خـلوا مدائن كان العــــز مفرشـها ...
واستفرشوا حفراً غبراً وقيعانا
يا راكضاً في ميادين الهوى مرحـاً ...
ورافــلاً في ثياب الغيِّ نشوانا
مضى الزمان وولى العمر في لعب ...
يكفيك ما قد مضى قد كان ما كانا
يارب هذي ذنوبي في الورى كثُرت
وليس لي عملٌ في الحشرِ ينجيني
وقد أتيتُك بالتوحـــــــيدِ يصحبُهُ
حبُ النبيِ وهذا القدرُ يكـــفيني
يامن لطفتَ بحالي قبلَ تكويني
لا تجعل النارَ قبل الحشرِ تكويني