إدارة المنتدى
علم الدولة:
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Mar 2010
المشاركات: 925
التقييم: 10
العمل : طالب علم
الهوايه : ألدعوة الي الله في شبكة الاسلام لك
أفضل أهل الأرض نسباً
أفضل أهل الأرض نسباً
يعدّ نسبه -صلى الله عليه وسلم- في الناس من خيرِ أهلِ الأرضِ نَسَبَاً على الإطلاقِ، فنسبُهُ من الشَّرفِ في أعلى ذروةٍ، وأعداؤه كانوا يشهدون له بذلك، ولهذا شهد له به عدوه إذْ ذاك1 أبو سفيان بين يدي ملكِ الروم2.
فالنَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- ولد في أشرف بيت من بيوت العرب، فهو من أشرف فروع قريش وهم بنو هاشم، وقريش أشرف قبيلة في العرب، وأزكاها نسباً، وأعلاها مكانة، ففي مسلم: أن النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قال: (إن الله عَزَّوجَلَّ- اصطفى مِنْ ولدِ إبراهيمَ إسماعيلَ, واصطفى مِن بني إسماعيلَ كنانةَ, واصطفى من كنانة قريش, واصطفى من قريش بني هاشم, واصطفاني مِن بني هاشمٍ)(3).
وقد رُوي عن العَبَّاسٍ -رضيَ اللهُ عنهُ-:عن رسولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-,أنه قال لَإن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم من خير فرقهم وخير الفريقين,ثُمَّ تخيَّر القبائلَ فجعلني مِنْ خيرِ قبيلةٍ,ثُمَّ تَخيَّرَ البيوتَ فجعلني من خيرِ بيوتِهم,فأنا خيرُهم نَفْسَاً,وخيرُهم بيتاً)(4).
ولمكانة هذا النسب الكريم في قريش لم نجدها فيما طعنت به على النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-؛ لاتضاح نسبه بينهم، ولقد طعنت فيه بأشياء كثيرة مفتراة إلا الطعن في نسبه -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ-.
نَسَبُ النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-المُتفقُ عليهِ بينَ النَّسَّابين وأهلِ السِّيَرِ:
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب – واسمه شَيبة- بن هاشم– واسمه عمرو- بن عبد مناف – واسمه المغيرة- بن قصي – واسمه زيد- بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر – وهو الملقب بقريش- وإليه تنسب القبيلة – بن مالك بن النضر – واسمه قيس- بن كنانة بن خزيمة بن مدركة – واسمه عامر- بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان(5).
أما النسب المختلف فيه فهو جزءان: جزء اختلفوا فيه ما بين متوقف فيه وقائل به، وهو ما فوق عدنان إلى إبراهيم -عليه السلام-، وجزء لا نشك أن فيه أموراً غير صحيحة، وهو ما فوق إبراهيم إلى آدم عليه السلام.
أما الجزء الأول: فهو ما فوق عدنان: قال ابن هشام: عدنان بن أدَّ بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل(6).
وقال ابن سيد الناس: والذي رجحه بعض النسابين في نسب عدنان أنه ابن أدَّ بن أدد بن اليسع بن الهميسع بن سلامان بن نبت بن حمل بن قيدار بن الذبيح إسماعيل بن الخليل إبراهيم(7).
وقال صفي الرحمن المباركفوري: وقد جمع العلامة محمد سليمان المنصور فوري هذا الجزء من النسب برواية الكلبي، وابن سعد بعد تحقيق دقيق، ثم ذكر هذا الجزء فقال: (وعدنان هو ابن أد بن هميسع بن سلامان بن عوص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن حزا بن يلداس بن يدلاف بن طابخ بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن أرعوي بن عيض بن ديشان بن عيصر بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضة بن عرام بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام)(8).
ولا خلاف أن عدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم - عليه السلام-(9).
أما الجزء الثاني -وهو المختلف فيه-, فهو ما فوق إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-:
وإبراهيم -عليه السلام- هو ابن تارح -واسمه آزر- بن ناحور بن ساروع- أو ساروغ- بن راغو بن فالخ بن عبير – أو عابر- بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح -عليه السلام- بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ – يقال: هو إدريس عليه السلام- بن يرد بن مهلائيل بن قينان – أو قينين- بن يانش – أو أنوشه بن شيث بن آدم -عليه السلام-(10).
وأما أمه-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: فهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب. أي أنها تلتقي مع نسب أبيه في كلاب بن مرة بن كعب.
وأسرته -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- تُعرف بالأسرة الهاشمية – نسبة إلى جده هاشم بن عبد مناف، ولنذكر شيئاً من أحوال هاشم وعبد المطلب:
1.هاشم: هو الذي تولَّى السقاية والرفادة من بني عبد مناف حين تصالح بنو عبد مناف وبنو عبد الدار على اقتسام المناصب فيما بينهم، وهاشم كان موسراً ذا شرف كبير، وهو أول من أطعم الثريد للحجاج بمكة، وكان اسمه عمرو، فما لقب هاشماً إلا لهشمه الخبز لإطعام الناس، وهو أول من سن الرحلتين لقريش، رحلة الشتاء والصيف، وفيه قال الشاعر:
عمرو الذي هشم الثريد لقومه
قــوم بمكـة مسنتــــين عجــاف
سنت إليه الرحلتان كلاهمـا
سفر الشتـاء ورحــلة الأصيـــاف
ومن حديثه أنه خرج إلى الشام تاجراً، فلما قدم المدينة تزوج سلمى بنت عمرو أحد بني عدي ابن النجار وأقام عندها، ثم خرج إلى الشام- وهي عند أهلها قد حملت بعبد المطلب- فمات هاشم بغزة من فلسطين، وولدت امرأته سلمى عبد المطلب سنة 497م وسمته شيبة؛ لشيبةٍ كانت في رأسه(11) وجعلت تربيه في بيت أبيها في يثرب، ولم يشعر به أحد من أسرته بمكة، وكان لهاشم أربعة بنين، وهم: أسد، وأبو صيفي، ونضله، وعبد المطلب، وخمس بنات وهي: الشفاء، وخالدة، وضعيفة، ورقية، وجنة(12).
2.عبد المطلب: وبعد أن مات هاشم صارت السقاية والرِّفادة إلى أخيه المطلب بن عبد مناف، وكان شريفاً مُطاعاً ذا فضلٍ في قومِهِ، وكانت قريشٌ تُسمِّيه"الفيَّاض" لسخائه.
ولما صار عبد المطلب وصيفاً أو فوق ذلك سمع به المطلب – عمه- فرحل في طلبه، فلما رآه فاضت عيناه، وأردفه على راحلته، فامتنع حتى تأذن له أمه، فسألها المطلب أن ترسله معه فامتنعت، فقال: إنما يمضي إلى ملك أبيه وإلى حرم الله، فأذنت له، فقدم به مكة مردفة على بعير، فقال الناس: هذا عبد المطلب، فقال: ويحكم إنما هو ابن أخي هاشم، فأقام عنده حتى ترعرع، ثم إن المطلب هلك بردمان من أرض اليمن فولي بعده عبد المطلب، فأقام لقومه ما كان آباؤه يقيمون لقومهم، وشرف في قومه شرفاً لم يبلغه أحد من آبائه، وأحبه قومه وعظم خطره فيهم(13).
وأهم ما وقع لعبد المطلب مما يتعلَّق بشأن بيت الله شيئان، حفر بئر زمزم، وواقعة الفيل.
أما الأولى: باختصار أنه أمر في المنام بحفر زمزم، ووصف له موضعها، فقام يحفر فوجد فيه الأشياء التي دفنها الجراهمة حين لجأوا إلى الجلاء، أي السيوف والدروع والغزالين من الذهب، فضرب الأسياف باباً للكعبة، وضرب في الباب الغزالين، وأقام سقاية زمزم للحجاج.
ولما بدت بئر زمزم، نازعت قريش عبد المطلب، وقالوا له: أشركنا قال: ما أنا بفاعل هذا أمر خصصت به، فلم يتركوه حتى خرجُوا به للمحاكمة إلى كاهنةِ بني سعدٍ، ولم يرجعُوا حتى أراهم اللهُ في الطَّريقِ ما دلَّهم على تخصيصِ عبدِ المطلبِ بزمزم، وحينئذٍ نَذَرَ عبدُ المطلبِ لئن آتاه اللهُ عشرةَ أبناء, وبلغُوا أنْ يمنعُوه لينحرنَّ أحدَهُم عندَ الكعبةِ(14).
وخُلاصة الثاني: أنَّ أبرهة الصباح الحبشيَّ، النائب العام عن النجاشي على اليمن، لمَّا رأى العرب يَحجُّون الكعبةَ بنى كنيسة كبيرة بصنعاء وسمَّاها القليس، وأراد أن يصرف حج العرب إليها، وسمع بذلك رجل من بني كنانة، فدخلها ليلاً فلطخ قبلتها بالعذرة، ولما علم أبرهة بذلك ثار غيظه وسار بجيش عرمرم إلى الكعبة ليهدمها، وكان معه فيل عظيم، فلما وصل إلى وادي مُحسِّر- بين مُزدلِفة ومِنَى- برك الفيل، ولم يقم ليقدم إلى الكعبة، وكانُوا كلَّما وجَّهوه إلى الجنوب أو الشمال أو الشرق يقوم ويهرول، وإذا صرفُوه إلى الكعبةِ بَرَك، فبينما هُمْ كذلك إذ أرسل اللهُ عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارةٍ من سجيلٍ فجعلهم كعصفٍ مأكولٍ كما حكاه اللهُ- تعالى-في سورة الفيل، وهلك ذلك الجيشُ، وأمَّا أبرهةُ فبعث الله عليه داء تساقطت بسببه أنامله، ولم يصل إلى صنعاء إلا وهو مثل الفرخ، وانصدع صدره عن قلبه ثم هلك.. وأما قريش فكانوا قد تفرقوا في الشعاب، وتحرزوا في رؤوس الجبال، خوفاً على أنفسهم من معرة الجيش، فلما نزل بالجيش ما نزل رجعوا إلى بيوتهم آمنين(15).
وهكذا كانت سلسلة نسبه الشريف على مرتبة عالية من الشرف والسيادة في قومهم فنسبه -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- أفضل الأنساب على الإطلاق، فعن علي بن أبي طالب -رضيَ اللهُ عنهُ-: أن النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- قال: (خرجت من نكاح، ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي، لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء)(16).
وعن ابنِ عَبَّاسٍ-رضيَ اللهُ عنهُ- قالَ: قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (لم يلتقِ أبواي في سفاحٍ قَطُّ, لم يزل الله -عَزَّ وجَلَّ- ينقلني مِنَ الأصلابِ الطَّيبةِ إلى الأرحامِ الطَّاهرةِ, مُصفَّى مُهذَّباً لا تتشعبُ شُعبتانِ إلا كُنتُ في خيرِهما)(17).
وبهذا يتبين أنَّ نسبَهُ -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ- هو أفضلُ وأطهرُ وأصفى الأنسابِ على الإطلاقِ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، والحمد لله رب العالمين.
1 - لأنه أسلم بعد ذلك , وحسن إسلامه.
2 - في حديث "هرقل" المشهور, الذي رواه البخاري وغيره.
3 - مسلم كتاب الفضائل، باب فضل نسب النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ (4/1782) رقم (2776).
4 - رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن، وضعفه الألباني في "ضعيف سنن الترمذي", رقم (3867)، و"ضعيف الجامع الصغير" رقم (1605).
5 - سيرة ابن هشام (1/11-15) زاد المعاد (1/71).
6 - سيرة ابن هشام (1/5).
7 - عيون الأثر (1/3).
8 - الرحيق المختوم (ص 39).
9 - زاد المعاد (1/71)، سبل الهدى والرشاد (1/239)، عيون الأثر (1/33).
10 - سيرة ابن هشام (1/5-6).
11- انظر سيرة ابن هشام (1/158).
12 - سيرة ابن هشام (1/125).
13 - سيرة ابن هشام (1/125).
14 - انظر ابن هشام (1/163-169).
15 - انظر ابن هشام (1/58-68).
16 - أخرجه الطبراني في الأوسط (5/80)، وابن أبي شيبة في مصنفه (6/303)، وقال السيوطي في الجامع الصغير: (أخرجه ابن عدي في الكامل والطبراني في الأوسط وأشار إلى حسنه) وقال الألباني: حسن، انظر صحيح الجامع الصغير رقم (3225).
17 - رواه الحافظ أبو القاسم ابن عساكر بسنده إلى ابن عباس، انظر البداية والنهاية (2/258)، وقال السيوطي في الخصائص (1/93): أخرجه أبو نعيم من طرقٍ عن ابن عَبَّاسٍ.
التعديل الأخير تم بواسطة أبو يوسف ; 8th July 2010 الساعة 11:07 PM
4th February 2012, 05:09 PM
#2
مشرف
رقم العضوية : 50
تاريخ التسجيل : Jun 2010
المشاركات: 1,744
التقييم: 10
اجمل من رائع بارك الله لك وجزاك عن الاسلام والمسلمين خير الجدزاء
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى