ان من العجيب فى خلق الحياء ان هذا الخلق الكريم قتل بحثا على يد العلماء من ذكر تعريفه وانواعه وفضائله وأهميته ....الخ وجف فيه حلق الائمه والدعاه مطالبين بضروره التحلى به وتنميته,وضربو ا لنا برسول الله وصحابته اروع الامثله لكن عندما ننزل الى ارض الواقع نصطدم بصخره الحقيقه ونكتشف اننا تجردنا _الا ما رحم ربى - من هذا الخلق فكيف نستطيع ان ننمى شئ ليس له وجود .

ولعل السر فى أندثار خلق الحياء من مجتمعنا شئا فشئ ,مثله فى ذلك مثل أخطاء كثيره من حولنا أعتدنا عليها من كثره حدوثها فأصبحنا لا نأبه كثيرا لما حولنا ونقول هذا ما أعتدنا عليه.


لكن اذا فكرنا مليا فى الامر نكتشف اننا قتلنا يأيدينا ـ الا ما رحم ربى _فطره الحياء التى فطرنا الله عليها والتى من المفترض ان تكون هى بذره للحياء المكتسب ,ليست فينا فقط بل وفى ابنائنا .


يقول الشاعر
وينشئ ناشئ الفتيان منا @ على ما كان عوده أبوه


منذ ان بدأت الحياه على الارض وضع ربنا تبارك وتعالى فى نفس الانسان صفه من صفاته جل وعلى كما انها من احب الصفات اليه

إن الله عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر

الراوي: يعلى المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4012
خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]

 _ فطره الحياء التى جعلت ادم عليه السلام وحواء يستتران بأوراق الجنه لما بدت لهما سوئاتهما , قتلناها نحن ببعض عاداتنا الخاطئه عندما تجد رب الاسره يستخدم بعض الالفاظ الغير سويه امام ابنائه وعندما تجلس العائله وفيهم الاب والام والابناء منهم المراهق ومنهم الشاب يشاهدون الافلام والمسلسلات والكليبات وما فيها من عري والفاظ مبتزله وأفكار مسمومه ومبادء فاسده دون ان يبدى ولى الامر اي اعتراض او حتى انتقاد لما يشاهد وكأنه يعطى تصريحا لابنائه بقبوله لحدوث مثل هذا ,فلا تتعجب عندما تخرج ابنته بملابس لاتصح الا فى غرف النوم و لا تتعجب عندما تجد ابنه مثلا السيجاره فى يده اليمنى وفتاه فى يده اليسرى فى احدى الحدائق العامه و لسان حالك يقول ,الايستحى هؤلاء؟! قل لى من اين يعرف هؤلاء الحياء.

_ وتجد بعض الامهات فى حفلات الزفاف مثلا تهمس فى اذن ابنتها قائله :اريدك ان تكونى أحلى من العروس هذه الليله! فتأتى خالتها مثلا صارخة فى وجهها قائلة: ايعقل على فستان السهره هذا الحجاب (دى ليله ) لقد اضعتى جمال فستانك ولامانع من بعض مواد التجميل (دى ليله),وتوافقها الام الرأى ويكتمل الامر عندما توافق الام على ان ترقص ابنتها امام الناس او مع احد اقاربها وتقل عادى نحن اسره واحده هل بعد كل هذا تسأل عن الحياء.

ـ فطرت الحياء التى كانت تجعل البكر عندما يعرض علها الزواج وتستأذن فيه فتصمت دليلا على موافقتها ولكن يمنعها حيائها الفطرى ان تتكلم وربما تبكى حيائا منها, أما الان عندما تجد الفتاه الاعلانات على بعض المواقع (لمن تبحث عن زوج ) والجرائد القوميه و حتى فى الاتوبيسات العامه وبل هناك بعض القنوات المخصصه لهذه الاعلانات السخيفه, هذا يعنى بأن الامر متاح وجائز وعادى (وكل التعبيرات التى اخذت بنا الى الوراء) وأقرت به كل وسائل الاعلام ولم بعترض عليه أحد , علاوة على غرف الشات التى كانت طريق ذهاب بلا عوده لكثير من الفتيات فلا تتعجب اذا اتت ابنتك فى يوم ما وتقول وبكل وضوح و صراحه اريد فلانا يأبى؟! هذا اذا كان لديها من الحياء ما يمنعها ان تتم الموضوع بنفسها؟

إن مما أدرك الناس من كلام النبوة : إذا لم تستحي فافعل ما شئت

الراوي: أبو مسعود عقبة بن عمرو المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3483
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

قد يرى البعض انى ابالغ فى عرض الامر وكأنه كارثه تقوم عليه الدنيا ولا تقعد,نعم قله الحياء فى مجتمعنا بعتباره مجتمع اسلامى وخلقه الحياء ( كارثه),فلا يعقل ابدا ان نطلق على انفسنا مجتمع اسلامى ونحن مجردين من خلقه

إن لكل دين خلقا وإن خلق الإسلام الحياء

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3390
خلاصة حكم المحدث: حسن

ومما لا شن فيه ان من الحياء ما يدخل المرئ أعلى الجنان ومن نقصه ما يهوى به فى جهنم .

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء ، والجفاء في النار

الراوي: أبو هريرة و أبو بكرة و عمران بن حصين المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3199
خلاصة حكم المحدث: صحيح


 الحياء و الإيمان قرنا جميعا ، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر

الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3200
خلاصة حكم المحدث: صحيح

 يقول الامام على كرم الله وجهه ومن قل حيائه قل ورعه ومن قل ورعه ..مات قلبه ومن مات قلبه ..دخل النار.

لذا فالامر جد خطير واذا كان ابناؤنا هم رأس مالنا فى حياتنا و صدقتنا الجاريه بعد انتهاء اعمارنا ان خيرا فلنا وان شر فعلينا واذا كان كلنا راع وكلنا مسؤل عن رعيته فنحن فى حاجه الى ان نتقى الله فى رعايانا.