"ماليزيا بلد مساحته تعادل 320 ألف كم2 وعدد سكانه 28 مليون نسمةوكان الماليزيون يعيشون فى الغابات، ويعملون فى زراعة المطاط، والموز، والأناناس،وصيد الأسماك. وكان متوسط دخل الفرد أقل من ألف دولار سنوياً (وليبيا تنتج نفطايوفر لها دخلا عاليا قياسا بعدد السكان). وكانت الصراعات الدينية (بين اتباع 18ديانة) في ماليزيا .

قيض الله لماليزيا د. ماهتير محمد الذى يعود له الفضل الأكبر فىنهضة ماليزيا الحديثة ومهاتير محمد هو الأبن الأصغر لتسعة أشقاء. والدهم مدرسابتدائى راتبه لا يكفى لتحقيق حلم ابنه «مهاتير» بشراء عجلة يذهب بها إلى المدرسةالثانوية.. فيعمل «مهاتير» بائع «موز» بالشارع حتى حقق حلمه، ودخل كلية الطب فىسنغافورة المجاورة.. ويصبح رئيساً لاتحاد الطلاب المسلمين بالجامعة قبل تخرجه عام 1953 ليعمل طبيبا فى الحكومة الإنجليزية المحتلة لبلاده حتى استقلت ماليزيا فى 1957ويفتح عيادته الخاصة كـ«جراح» ويخصص نصف وقته للكشف المجانى على الفقراء.. ويفوزبعضوية مجلس الشعب عام 1964 ويخسر مقعده بعد 5 سنوات، فيتفرغ لتأليف كتاب عن «مستقبل ماليزيا الاقتصادى» فى 1970 ويعاد انتخابه «سيناتور» عام 1974 ويتم اختيارهوزيراً للتعليم فى 1975، ثم مساعداً لرئيس الوزراء فى 1978، ثم رئيساً للوزراء عام 1981، لتبدأ النهضة الشاملة التى قال عنها فى كلمته بمكتبة الإسكندرية إنه استوحاهامنأفكار النهضة المصرية على يد محمد علي".

ماذا فعلهذا الرجل في 21 عاما؟

"أولاً: رسم خريطة لمستقبلماليزيا حدد فيها الأولويات والأهداف والنتائج، التى يجب الوصول إليها خلال 10سنوات.. وبعد 20 سنة.. حتى 2020!

"ثانياً: قرر أن يكونالتعليم والبحث العلمي هما الأولوية الأولى على رأس الأجندة، وبالتالي خصص أكبر قسمفى ميزانية الدولة ليضخ فى التدريب والتأهيل للحرفيين.. والتربية والتعليم.. ومحوالأمية.. وتعليم الإنجليزية.. وفي البحوث العلمية.. كما أرسل عشرات الآلاف كبعثاتللدراسة فى أفضل الجامعات الأجنبية.

"ثالثاً: أعلن للشعب بكلشفافية خطته واستراتيجيته، وأطلعهم على النظام المحاسبى، الذى يحكمه مبدأ الثوابوالعقاب للوصول إلى "النهضة الشاملة"، فصدقه الناس ومشوا خلفه ليبدأوا «بقطاعالزراعة».. فغرسوا مليون شتلة «نخيل زيت» فى أول عامين لتصبح ماليزيا أولى دولالعالم فى إنتاج وتصدير "زيت النخيل".

"وفي السياحة: قرر أن يكونالمستهدف فى عشر سنوات هو 20 مليار دولار بدلاً من 900 مليون دولار عام 81، لتصلالآن إلى 33 مليار دولار سنوياً.

"وفي قطاع الصناعة: حققوا فىعام 96 طفرة تجاوزت 46% عن العام السابق بفضل المنظومة الشاملة والقفزة الهائلة فىالأجهزة الكهربائية، والحاسبات الإلكترونية.

"وفي النشاط المالي: فتحالباب على مصراعيه بضوابط شفافة أمام الاستثمارات المحلية والأجنبية لبناء أعلىبرجين توأم فى العالم 65 مركزاً تجارياً فى العاصمة كوالالمبور وحدها.. وأنشأالبورصة التى وصل حجم تعاملها اليومى إلى ألفى مليون دولار يومياً.

"وأنشأ أكبر جامعة إسلاميةعلى وجه الأرض، أصبحت ضمن أهم خمسمائة جامعة فى العالم يقف أمامها شباب الخليجبالطوابير، كما أنشأ عاصمة إدارية جديدة‏ بجانب العاصمة التجارية «كوالالمبور» التىيقطنها الآن أقل من 2 مليون نسمة، ولكنهم خططوا أن تستوعب 7 ملايين عام 2020، ولهذابنوا مطارين وعشرات الطرق السريعة تسهيلاً للسائحين، والمقيمين، والمستثمرين، الذينأتوا من الصين، والهند والخليج ومن كل بقاع الأرض، يبنون آلاف الفنادق بدءًا منالخمس نجوم حتى الموتيلات بعشرين دولار فى الليلة!

"باختصار: استطاع الحاج مهاتير من عام81 إلى 2003 أن يحلق ببلدهمن أسفل سافلين لتتربع على قمة الدول الناهضة، التي يشار إليها بالبنان، بعد أن زاددخل الفرد من 100 دولار سنوياً فى 81 عندما تسلم الحكم إلى 16 ألف دولار سنوياً .. وأن يصل الاحتياطى النقدى من 3 مليارات إلى 98 ملياراً، وأن يصل حجم الصادرات إلى 200 مليار دولار، فلم يتعلل بأنه تسلم الحكم فى بلد به 18 ديانة، ولم يعاير شعبهبأنه عندما تسلم الكرسى فى 81 كان عددهم 14 مليوناً والآن أصبحوا 28 مليوناً، ولميتمسك بالكرسى حتى آخر نفس أو يطمع فى توريثه.

"فى 2003 وبعد 21 سنة، قرربإرادته المنفردة أن يترك كرسى السلطة رغم كل المناشدات، ليستريح تاركاً لمن يخلفه «خريطة» و«خطة عمل» اسمها «عشرين.. عشرين».. أى شكل ماليزيا عام 2020 والتى ستصبحرابع قوة اقتصادية فى آسيا بعد الصين، واليابان، والهند" ...........

هذه نهضة ماليزيا واليوم نحن من يصنع نهضة مصر
قصص الامم تنير الطريق
منقووووووووووول

مهاتير محمد