"أسطول الحرية" ضربة قاصمة للعلاقات التركية الإسرائيلية


مظاهرات تركية ضد استهداف

أنقرة: في الوقت الذي طلبت فيه تركيا من الأمم المتحدة عقد اجتماع عاجل لبحث الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية والذي أسفر عن استشهاد 19 شخصا بينهم 15 تركيا فضلا عن إصابة 50 بجروح
يتوقع أن تشهد العلاقات التركية الإسرائيلية أزمة غير مسبوقة.
وتعد هذه العملية الاسرائيلية ضربة جديدة في العلاقات المتوترة أصلا بين أنقرة وتل أبيب منذ العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة نهاية 2008 ، وما أعقب ذلك من تداعيات.
ومع كشف المعلومات الأولية عن الهجوم ، فإن البحرية الإسرائيلية بدأت هجومها فجرا على السفن التركية التابعة للاسطول قبل 20 ميلا تقريبا من دخول مياه غزة ، مما اسفر عن استشهاد 15 تركيا بينهم نائب في البرلمان وكبد الجانب التركي الخسائر الأكبر في العملية الاسرائيلية الوحشية حسبما ذكرت هيئة إغاثية تركية .
وفور الهجوم سارع الرئيس عبدالله جول ورئيس وزارئه رجب طيب أردوجان إلى اجتماع عاجل لتقييم الوضع ، فيما حذرت الخارجية التركية اسرائيل من "عواقب لا يمكن اصلاحها" في العلاقات الثنائية بعد الهجوم الاسرائيلي على "اسطول الحرية" الذي ينقل ناشطين ومساعدات الى قطاع غزة .
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية" ندين بشدة هذه الممارسات الاسرائيلية غير الانسانية ، فهذا الحادث المؤسف الذي حصل في عرض البحر يعد انتهاك واضح للقانون الدولي, يمكن ان تترتب عنه عواقب لا يمكن اصلاحها في علاقاتنا الثنائية".
كما قامت باستدعاء السفير الاسرائيلي جابي ليفي الى وزارة الخارجية لابلاغه احتجاج أنقرة على هذه العملية ، فيما عززت الشرطة الاجراءات الامنية امام مقر السفير الاسرائيلي في انقرة في وقت تظاهر العشرات امامه قبل الظهر احتجاجا على الهجوم الاسرائيلي على القافلة.
وفي المقابل ، طالبت الخارجية الاسرائيلية رعاياها في أنقرة مغادرة البلاد ، خشية التصعيد تجاهم من قبل المواطنين الأتراك الغاضبين.
ويرى محللون "الغضب التركي لن يهدأ ، فلو صمتت الحكومة التركية فإن الشعب لن يصمت ، الا أن هذه الحكومة تحاول معالجة الموقف بشدة".
وأضاف المحللون "حتى لو لم يصل الأمر إلى مستوى قطع العلاقات ، فقد يكون السيناريو المرجح ايضا تجميد هذه العلاقات في فترة".
تظاهرات غاضبة

وتجمع مئات الأشخاص أمام مبان دبلوماسية إسرائيلية في اسطنبول وأنقرة في تركيا، احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي الدامي على أسطول الحرية الذي ينقل ناشطين ومساعدات إلى قطاع غزة ويضم سفنا تركية.

وفي اسطنبول تجمع حوالي 400 متظاهر أمام القنصلية الإسرائيلية مرددين شعارات معادية لإسرائيل. وانتشرت أعداد كبيرة من قوات الشرطة في الموقع، واكتفى بعض المتظاهرين بإلقاء زجاجات بلاستيكية باتجاه المبنى.
وفي أنقرة تظاهر مئات الأشخاص أمام مقر السفير الإسرائيلي الذي انتشرت قوات من الشرطة لحمايته. وأدى المتظاهرون صلاة أمام منزل السفير.
علاقة متوترة
ويرى محللون أن إسرائيل مصابة منذ فترة طويلة بالاستفزاز الشديد من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان الذي أعلن مرارا أنه بلاده لن تصمت على الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ما يقارب من أربع سنوات ، كما شدد أنه سيقود محاولات مع دول عدة لكسر هذا الحصار وإعادة إعمار ما دمّرته آلة الحرب الإسرائيلية قبل خمسة عشر شهراً.
كما شن أردوجان أكثر من مرة هجوما على اسرائيل بسبب الملف النووي الإيراني ، الأمر الذي اعتبرته تل أبيب تجاوزا للخطوط الحمراء .
وعلى صعيد ملفات أخرى ، فإن إسرائيل يبدو وأنها أرادت الانتقام من تركيا التي حرمتها للعام الثاني على التوالي من المشاركة في مناورات "نسر الأناضول" التي تعتبرها الدولة العبرية هامة لتدريب الطيارين الإسرائيليين لعدم امتلاك إسرائيل المجال الجوى للقيام بالتدريبات".
كما شعرت إسرائيل بالاهانة عندما أجبرها الجانب التركي للاعتذار عن واقعة إهانة السفير التركي أحمت تشيلكول عندما تم استدعائه من قبل نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون وتم تأخير إدخاله إلى مكان الاجتماع ثم إجلاسه على كرسي صغير لا يليق به.
وقال أيالون باللغة العبرية للصحفيين الذين سمح لهم بالتقاط الصور: "لاحظوا أنه يجلس على كرسي منخفض، ونحن على كراسي مرتفعة، وأن هناك علماً إسرائيلياً فقط على الطاولة، وأننا لا نبتسم".
وقد تدهورت العلاقات بين اسرائيل وتركيا، الحليفتين الاستراتيجيتين، منذ يناير/كانون الثاني الماضي عندما انتقدت انقرة بشدة الهجوم العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة في ديسمبر / كانون الاول 2008.
وشهدت العلاقات بين البلدين مزيدا من التوتر في بداية سبتمبر/آيلول عندما استثنت الحكومة

التركية الطيران الاسرائيلي من المشاركة في مناورات عسكرية في تركيا.