أعزروني علي التأخير ظروف واللهي

عند الظهيره ....كان على ينتظر زياره هامه
فتح على باب البيت بعد أن سمع صوت الجرس ليفاجأ بمظاهره مرحه صاخبه مكونه من أخوه وأخته
ودخلت أمه بعدهما لتضع على المائده علبتين كبيرتين مطبوع عليهما اسم أحد المطاعم الشهيره وهى تقول : هذا غداء العروسان
جلس الجميع فى حجرة الإستقبال حتى أتت العروس بالحلوى والعصائر وهى ترتدى ثوب رقيق زادها جمالا لكنها فوجئت باستقبال لم تتوقعه ابدا ..تهانى وقبلات حاره وصخب وفرح أزال منها كل توتر و تردد
جلست ساره على الأريكه بجوار على الذى اتسعت ابتسامته بسعاده كبيره وسأل هبه : كيف تستذكرين درورسك بدونى يا كابتن؟ بالتأكيد افتقدتينى .أليس كذلك؟
قالت بمرح : لقد أصبح جو البيت أكثر هدوءا ..وساعدنى ذلك على المذاكره بتركيز أكثر
قال أحمد بمرح : طارق ولؤى واسلام يسألوننى عن موعد المباراه القادمه
رفع على حاجبيه وقال مشاكسا اياه : لماذا؟ هل اشتقتم لهزيمه جديده؟ لم تستردوا أنفاسكم بعد من هزيمة 7 ـ 1
التفت الى ساره وقال : حاولت كثيرا اقناعه أن يلعب فى فريقى ولكنه يرفض دائما..انظرى ..لقد انتفخ وجهه من كثرة الهزائم المتواليه
أحمد بانفعال : بل قل انك تخاف من ان نرد لك الهزيمه مضاعفه
قالت هبه بمرح : أتظن ان من فى طوله يمكن ان يهزم؟؟ يكفى ان يضعوه كحارس للمرمى ولن يحرزوا اى أهداف
انطلق احمد وهبه يتشاكسان وسألت ساره على : لماذا اخترت لعبة كرة القدم؟ ان السله تناسب بنيتك الجسمانيه اكثر
همس فى اذنها : لأن أحمد لا يحب كرة السله
ظهرت على وجهها الدهشه لكنها لم تعلق
أخرجت الأم من حقيبتها علبه مغلفه على شكل هديه وهى تقول لساره بود : هذه هدية عرسك ..لقد جاءت متأخره ولكنى انتظرت حتى موعد فتح المحلات ...افتحيها ....
امسكت ساره بالعلبه وظهر فى عينيها الإمتنان وبدأت تفتح العلبه
اتسعت عيناها بذهول لقد كانت العلبه تحوى مجموعه من الحلى الذهبيه الجميله ودبلتين احداهما من الفضه
نظرت اليها ساره وهى مرتبكه من الفرح وقالت بسعاده كبيره : انها جميله ..رائعه ..ولكن ..ولكنها غاليه جدا
قالت الأم بابتسامه ودوده : هذه شبكتك يا ابنتى ..فليس هناك عروس تتزوج بدون شبكه
نظرت الأم الى على نظره لائمه غاضبه وهى تقول : هذه هى الأصول يا باش مهندس ..شباب هذه الأيام لا يعرف الأصول
فغر على فاه واتسعت عيناه بدهشه وهو ينظر الى امه ويشير الى نفسه كأنه يقول ..هل انا من تقصدين؟
قالت له امه بلهجه آمره : هيا ..ألبس عروسك الشبكه
ارتدت ساره الشبكه فى جو رائع من الفرح والسعاده التى شغلتها تماما عن آلام رأسها التى كانت تسيطر عليها منذ الصباح
بدأ أحمد وهبه فى غناء مجموعه من اغانى الأفراح الفلكلوريه وساره تضحك بسعاده كبيره وعلى يصفق لهما ويشاكسهما كعادته وبعدها تقدمت هبه من ساره واعطتها باقه جميله من الزهور ومعها علبه صغيره وهى تقول : هذه هديتى للعروس أتمنى ان تعجبك ..لقد اشتريتها من مصروفى الخاص
قال على بمرح : ماذا ؟ منذ متى ذلك الكرم الحاتمى؟ وانا الذى كنت اجلس بالساعات اتوسل اليكى لتقرضيننى ..لو كنت اعلم ذلك لتزوجت منذ زمن بعيد
قالت ساره بود : بالتأكيد ستعجبنى ..يكفى انها منك
قفز أحمد من مكانه ووقف أمام على وقال بجديه وهو يقدم له علبه كبيره : أما هذه فهى هدية العريس ..افتحها وأخبرنى برأيك فيها
بدأ على يفتح العلبه وهو يضحك...وفجأه.....بووووووووم
فرقعت العلبه فرقعه مدويه جعلت ساره تضع يدها على اذنها اليسرى بألم شديد و قفزت هبه صارخه بفزع ووضعت الأم يدها على صدرها واخذت تلهث من الإنزعاج وأطلقت العلبه قطع صغيره من الأوراق الملونه اللامعه انتشرت فى انحاء الغرفه وهبطت على رؤوس الجميع بشكل ساحر
واخذ احمد يقفز ويصفق بصخب : هييه ..هيييه ..هذا انتقامى من دعاباتك السيئه التى أغرقتنا بها فى البيت
ابتسم على ابتسامه عريضه مغتصبه ونظر الى ساره وقال : لا تصدقيه انه يمزح
ثم التفت الى احمد وقال وهو يضغط اسنانه ويضحك بغيظ : تعالى يا حبيبى تعال ..أريد ان اعبر لك عن رأيى فى هديتك الرائعه
حاول احمد ان يهرب ..لكن على امسكه من ملابسه وجذبه بقوه وارقده على بطنه فوق ساقيه وأخذ يعضه من مؤخرة ظهره وأحمد يصرخ ويرفس بقدميه والجميع يضحك بشده ...
الا ساره التى لم تستطع ان تضحك بسبب الألم الشديد فى اذنها والصداع الرهيب الذى عاودها كأشد ما يكون فهربت الى المطبخ بحجة انها ستجهز الشاى..وبمجرد ان غادرت المكان حتى سألت الأم على : زوجتك تبدو متعبه..هل هى مريضه؟
قال على باهتمام : لا ..ولكن يبدو ان الم رأسها بدأ يعاودها ثانية
قالت الأم بعتاب : هل ضايقتها بدعاباتك السخيفه ؟
قال : وهل تظنى انها تستطيع ان تتحملها؟
أجفل عندما سمع صوت زجاج يتكسر يأتى من المطبخ وظهر على وجهه القلق ..فقالت أمه : اهتم انت بزوجتك فيبدو انها ليست على ما يرام ..وسنرحل نحن الآن
بعد رحيلهم دخل على الى المطبخ بسرعه فوجد ساره تجلس على كرسى وتسند رأسها الى المنضده بألم واضح وعلى الأرض فنجانين مكسورين فقال بقلق حقيقى : ساره ..ما بك ؟ هل انت بخير؟
تحاملت على نفسها حتى لا تظهر له ألمها وقالت : لا شئ ..انه صداع بسيط ..سأحضر الشاى حالا
عقد حاجبيه بقلق وقال : لقد رحلوا ..اذهبى انت لترتاحى وسآخذك فى المساء للطبيب
قالت بعناد : لا داعى ..أنا بخير
قال بلهجه آمره : اذهبى لترتاحى وسأهتم انا بالأشياء المكسوره
فى المساء ذهبا الى الطبيب وبعد ان فحصها جيدا وسمع شكواها جلس الى مكتبه وأخذ يسجل ملاحظاته وامامه جلس على وساره وسألها الطبيب : هل وقعت على اذنك أو اصطدمت رأسك بأى شئ أو أصيبت بأى اصابه؟
قالت مباشرة : لا لم يحدث
قال على باحراج : آ ....احم ..لقد ...لقد صفعتها
التفتت اليه ساره بدهشه كبيره ونظر اليه الطبيب بذهول وقال : نعم؟!!
فكرر على : لقد صفعتها على اذنها اليسرى
نظر الطبيب الى الملف الذى أمامه وسأله بتعجب : تقول انكما عروسان حديثان !!
على بهدوء : نعم..تزوجنا فقط بالأمس
تجهم وجه الطبيب وأخذ يتأمله وهو يهز رأسه ومط شفتيه باشمئزاز وسأله : أخبرنى بصدق ..هل تحب القطط؟
كتم على ضحكه كادت تفلت منه وتساءلت ساره بدهشه : قطط!!
عاد الطبيب الى أوراقه وهو يقول : ما علينا .. ومتى صفعتها؟
على : أول أمس ..
هز الطبيب رأسه بعجب وسأل ساره بتهكم : ضربك أول أمس وتزوجتيه بالأمس!!!
هزت ساره رأسها موافقه ببطء وهى لا تفهم ما علاقة كل هذه الأسئله بحالتها
قال الطبيب بضيق وهو يكتب العلاج فى دفتره بعصبيه : الحياه غريبه حقا ....هل تتناولين أى نوع من انواع الدواء أو العقاقير؟
ساره : نعم ..كبسولات زام
نظر اليها من فوق نظارته وقال بدهشه : زام!!
قالت : انه منشط للذاكره وخلايا المخ.
قال بضيق : واين هذا الدواء ؟
قالت : لقد انتهت الكبسولات منذ يومين
قال بنفاذ صبر : واين العلبه؟
قالت : رميتها
قال بعصبيه : واين النشره الروشته ..اسم الطبيب ..اى شئ
قالت : ليست معى فأنا اشتريه من أمريكا
ضحك ضحكه قصيره متهكمه ومط شفتيه باشمئزاز وقال : زام !! اهذا دواء أم اسم فيلم امريكى؟
خفض على رأسه وأغلق فمه محاولا باستماته الا ينفجر ضاحكا
جذب الطبيب الورقه التى كتب فيها العلاج من دفتره بعصبيه كبيره حتى ان جزء منها تمزق وقال بضيق كبير : أريد صورتين للأشعه على رأسك واذنك اليسرى من الأمام ومن الجانب ..وهذه المسكنات للصداع والألم حتى أرى صور الأشعه ولا أريد أن أرى وجه أى منكما حتى تحضرا صور الأشعه ...
استطرد بلهجه اشبه بالصراخ : هل فهمتما....هيا ...الى الخارج
هتفت ساره بذهول وهى تركب السياره بجوار على : أرأيت ما فعله؟؟ لقد طردنا !!..لم أرى فى حياتى شخصيه بهذا العجب
اطلق على العنان لضحكاته بعد ان كتمها طويلا وقال : لا تنخدعى بمظهره ..فهو أفضل طبيب فى تخصص الأعصاب فى مصر
قالت بدهشه : ما كل هذه الأسئله؟ وما علاقة القطط بالموضوع؟؟
قال لها وهو يضحك بشده : لديكى الحق ان تتعجبى ..فأنت قادمه من امريكا ....لدينا هنا اعتقاد خرافى قديم يقول أن الزوج اذا اراد أن تطيعه زوجته ويسيطر عليها يأتى بقطه ويذبحها أمام عينيها فى ليلة الزفاف ليخيفها
نظرت اليه بدهشه وسألته : وهل كنت لتفعل ذلك؟؟
قال باستنكار : بالطبع لا ..فقائد جماعتنا لم يأمرنى بذلك
كادت أن ترد عليه لكن الصداع لم يترك لها فرصه
بعد ثلاث ساعات ..........
كانت ساره واضعه رأسها على الوساده ومغمضه عينيها بقوه وتضغط على أسنانها باستماته حتى لا تصرخ من فرط الألم الذى فشلت كل المسكنات فى تهدأته ويدها اليمنى متشبثه بالوساده تحاول اخفاء ارتعاشتها المستمره التى زادت بشكل ملحوظ ولم تكن لديها القدره للسيطرة عليها
جلس على بجانب رأسها وقال بقلق : ساره..لماذا تخفين ألمك عنى؟
لم تستطع ان ترد عليه ..كانت تخشى ان فتحت فمها تخرج كلماتها صراخا أليما لا تستطيع ايقافه
أمسك على بيدها اليمنى واخذ يخلص الوساده من بين أصابعها برفق حتى نجح أخيرا وبمجرد أن أمسكها بين يديه حتى أخذت يدها ترتجف بشده فازداد قلقه وأمسك يدها بقوه محاولا تهدئة ارتجافتها المستمره وقال بحنان : يجب أن تعلمى أنه ما من انسان أقرب اليكى منى ..يجب أن تتحدثى الى حتى لا أقتل قلقا عليكى
بدأت كلماته تصل اليها وبدأت دموع الألم تهرب رغما عنها من عينيها وتسيل على الوساده
فقال لها بحنان بالغ : ساره ..مابك؟ ؟أرجوكى أخبرينى
فتحت فمها أخيرا وتحرك لسانها بصعوبه وهمست بألم : مؤلم..مؤلم..مؤلم....
بدأ صوتها يعلو وهى تكرر الكلمه حتى تحولت الى صراخ وأخذت تبكى بعنف وهى تتشبث بملابسه وتصرخ : على انقذنى ...انه مؤلم ..مؤلم...آآآآآآه ....رأسى تحترق
أصيب على بالهلع واتصل بالطبيب الذى حضر بسرعه فى ذلك الوقت المتأخر من الليل وأعطاها حقنه كبيره ذهبت بعدها فى نوم عميق
وجلس الطبيب الى على وسأله بعد تردد وتفكير : أخبرنى ..هل تتناول زوجتك أى نوع من أنواع المخدرات؟
أصيب على بصدمه وهتف قائلا : ماذا؟ ..لا ..ابدا..مستحيل ..انها لا تطيق رائحة السجائر
الطبيب : اهدأ قليلا ..وقل لى ما هذا الدواء الذى تتناوله ؟
قال بتوتر : لا أعرف
زفر بضيق وقال : وهى ايضا لا تعرف ...ربما تكون مصابه بادمان عقار معين وهى لا تدرى ..لقد مرت على بعض الحالات المشابهه
اسمع..اريد تحليل كامل للبول والدم فى أسرع وقت ..هل تفهم؟..
قال على بحيره : ولكن؟....
قاطعه الطبيب قائلا : ان زوجتك تعانى من أعراض الإدمان والتحاليل ستجعلنى أتأكد من التشخيص وعندها سيكون العلاج مختلفا .
ظهر على وجهه صدمه كبيره وشرد بعيدا فى صمت
فقال الطبيب بتعاطف : يؤسفنى أن يحدث لك هذا ومازلتما عروسان....لا تخبرها بما قلته لك ..فربما لا تعلم بالأمر ..لو انهارت معنوياتها فسيزداد الأمر سوءا
ولكن ..هل انت مستعد لخوض تلك التجربه الأليمه ؟
نظر اليه على بصمت ثم شردت عيناه بعيدا مجددا
فقال الطبيب : اذا لم تكن مستعدا لحمل تلك المسؤليه فأرسلها الى أهلها وأخبرنى حتى أتحدث الى من سيعتنى بها وأمليه تعليمات علاجها..
يجب أن تقرر بسرعه ..هل أنت مستعد لقبول هذا التحدى؟
عقد على حاجبيه وظهر على وجهه الهم وصمت ولم يرد ...

و صلى اللهم و سلم على النبى الامين
و الحمد لله رب العالمين