وحتى تعم الفائدة أنقل لكم التفصيل في المسألة :

1- عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن هذه الحشوش محتضرة ، فإذا أتى أحدكم الخلاء ، فليقل : أعوذ بالله من الخبث والخبائث الراوي: زيد بن أرقم المحدث: الألباني - المصدر: تمام المنة - لصفحة أو الرقم: 57
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط البخاري

( قال صاحب لسان العرب : إن هذه الحشوش محتضرة ، أي يحضرها الجن والشياطين - لسان العرب - 4/199 ) ، فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل : أعوذ بالله من الخبث والخبائث )

قال ابن الأثير في تفسير الحديث : ( الخبث ، بضم الباء : جمع الخبيث ، والخبائث : جمع الخبيثة ، يريد ذكور الشياطين وإناثهم ) ( لسان العرب - 2 / 142 ) 0

قال شمس الحق العظيم أبادي : ( " إن هذه الحشوش " ، هي الكنف ومواضع قضاء الحاجة وأحدها حش 0 قال الخطابي : وأصل الحش جماعة النخل المتكاثفة ، وكانوا يقضون حوائجهم إليها قبل أن تتخذ الكنف في البيوت ، وفيه لغتان حَش وحُش بالفتح والضم " محتضرة " على البناء للمجهول ، أي تحضرهـا الجن والشياطين وتنتابها لقصد الأذى " أعوذ بالله من الخبث والخبائث " قال الخطابي : الخبث بضم الباء جماعة الخبيث ، والخبائث جمع الخبيثة ، يريد ذكران الشياطين وإناثهم ، قال النووي : وهذا الأدب مجمع على استحبابه ولا فرق فيه بين البنيان والصحراء ) ( عون المعبود - باختصار - 1 / 12 - 13 ) 0

قال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - : ( الحشوش - بضم الحاء المهملة وشينين معجمتين - هي الكنف ، والواحد حش ، وأصل الحش الجماعة من النخل المتكاثفة ، وكانوا يقضون حاجتهم إليها قبل اتخاذ الكنف ) ( صحيح أبي داوود - 1 / 4 ) 0

2- عن أنس - رضي الله عنه - قال :
( كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال :

( اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ) . الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 6322
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


قال النووي : ( والخلاء والكنيف والمرحاض كلها موضع قضاء الحاجة ، وقوله : " إذا دخل " معناه إذا أراد الدخول ، وكذا جاء مصرحا به في رواية البخاري قال : كان إذا أراد أن يدخل 0
واختلفوا في معناه - الخبث والخبائث - فقيل : هو الشر، وقيل : الكفر ، وقيل : الخبث الشياطين ، والخبائث المعاصي 0 قال ابن الأعرابي : الخبث في كلام العرب المكروه ، فإن كان من الكلام فهو الشتم ، وإن كان من الملل فهو الكفر ، وإن كان من الطعام فهو الحرام ، وإن كان من الشراب فهو الضار 0 والله أعلم ) ( صحيح مسلم بشرح النووي - باختصار - 4 ، 5 ، 6 / 55 ) 0

قال النفراوي : ( فائدة : تقدم أن الخلاء اسم للمحل الذي تقضى فيه الحاجة ، فقول العامة بيت الخلاء من قبيل الإضافة البيانية ، أي بيت هو الخلاء ، وسمي بالخلاء لأن الإنسان حين استقراره فيه يكون خالياً عن الناس ، ولما كان يتوهم قصر التعوذ في الخلاء ) ( الفواكه الدواني – 2 / 333 ) 0

3- عن أنس - رضي الله عنه – قال :
(
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء . وفي حديث هشيم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الكنيف ) قال " اللهم ! إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " . وفي رواية : أعوذ بالله من الخبث والخبائث " . الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - لصفحة أو الرقم: 375
خلاصة حكم المحدث: صحيح
( والكنيف : الخلاء وهو راجع إلى الستر - لسان العرب - 9 / 310 ) قال : بسم الله ، اللهم إني أعـوذ بك من الخبث والخبائث ) ( أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيـح الجامع 4714 ) 0

قال النووي : ( والذّكر والكلام مكروه حال قضاء الحاجة ، سواء كان في الصحراء أو في البنيان ، وسواء في ذلك جميع الأذكار والكلام ، إلاّ كلام الضرورة ، حتى قال بعض أصحابنا : إذا عطس لا يحمد الله تعالى ، ولا يشّمِّت عاطساً ، ولا يردّ السالم ، ولا يجيب المؤذّن ، ويكون المسلم مقصِّراً لا يستحق جواباً ، والكلام بهذا كلّه مكروه ، كراهة تنزيه ، ولا يحرم ، فإن عطس فحمد الله تعالى بقلبه ولم يحرك لسانه فلا بأس ، وكذلك يفعل حال الجماع ) ( الأذكار – ص 28 ) 0

قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - تعليقا على الحديث : ( والمعنى إذا أراد الدخول ) ( فتح الحق المبين - ص 57 ) 0

قلت : والمعنى الذي أشار إليه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - يعني الذكر قبل دخول أماكن الخلاء وليس بعد الدخول حيث لا يجوز ذكر الله سبحانه في هذه الأماكن المستقذرة ونحوها كما أشار لذلك الإمام النووي – رحمه الله - والله تعالى أعلم 0

وهذه أحاديث تدل على أن الشياطين يألفون أماكن قضاء الحاجة ، فإذا دخل المسلم أماكن تجمعهـم وذكر الله تعالى قبل الدخول كان ذلك سببا لأن يجعل الله حجابا بينه وبينهم ، فلا يستطيعون إليه سبيلا 0

منقول