ان من عجائب النفس البشريه ان تلتقى بالشخص الذى لا تعرفه , لم تر منه خيرا ,وكذا لم تر منه شرا ,ومع هذا تحبه وتتمنى لو تحدثه وتتعرف عليه,وعلى الجانب الاخر ,ربما تلتقى بالشخص الذى لا تعرفه ,لم تر منه شرا ولم تر منه خيرا لكن تجد فى نفسك شئا يبعدك عنه ,ولا تتقبل منه حتى نظراته لك!

السر فى هذا الود الكبير والمحبه الزائده هو اتفاق الطباع وتالف النفوس ,لان الطباع اذا كانت متالفه فانها تميل الى بعضها البعض ,واذا كانت متنافره مختلفه فانها تستوحش بعضها البعض ولا يحصل بينهما اتفاق ولا انسجام.

يقول الذى لا ينطق عن الهوى_عليه الصلاه والسلام_
الأرواح جنود مجندة . فما تعارف منها ائتلف . وما تناكر منها اختلف

الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم:
خلاصة حكم المحدث:
2638صحيح

ولكن كيف تتعامل مع كلا الشخصين

اولا :مع من تحب


اما اذا كان حبك هذا لشخص على خلق ودين , لاتعرفه ولا يعرفك
لا تجمع بينكم مصلحه دنيويه,وانت لا تحبه الا لانه يحب طاعة الله ,فهذا هو الحب فى الله الذى يدل على حبك انت لله وحبك لما يحب الله واستشعارك للمعنى الحقيقى للايمان ,الذى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم

ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار

الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6941
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


وهنا عليك ان تبادر بالتعرف عليه ومخاطبته والتودد اليه واخباره بحبك له كما اوصى _عليه الصلاه والسلام _وقال

إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحبه

الراوي: المقدام الشامي المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 417
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح



اما بنسبه لهذا الذى تحبه لا تعرف عنه شيئا
فكن على حذر فى تعاملك معه ولا تعتمد على احساسك , فهناك بعض المظاهر الخارجيه المزيفه والخادعه التى توهمك وتجعلك تقول انى احب فلان فى الله فلا تتسرع فى الحكم على احد حتى تتعامل معه,فقد كان سيدنا عمر _رضى الله عنه _يقول لمن لا يعرفه (تكلم حتى اعرفك!) .


ثانيا:مع من تكره

ليس معنى اختلافك مع غيرك فى الطباع وعدم حصول توافق وانسجام مع غيرك يجعلك تجور فى معاملته او تظلمه اوحتى لا تأدى له حقه (حق المسلم على المسلم )بحجه انك لا تحبه ,واذا سألت لماذا ؟لعلك تقول,(لله) لا هذا ليس لله!

يقول تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (8) المائده

فليس من اخلاق المؤمن السوى ولا من صفاته الكراهيه والبغضاء الا على اعداءه واعداء دينه
لذا فليكن من مبادئك( ان لم تحب فلا تكره)

وفى كلا الحالتين من (حب او كره) ضعه دائما فى اطار المعقول يقول عليه الصلاه والسلام

أحبب حبيبك هونا ما ، عسى أن يكون بغيضك يوما ما ، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما

الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1997
خلاصة حكم المحدث: صحيح

لذا فلتكن معاملتك مع غيرك وفقا لمنهج الله الذى بينه فى كتابه واتباع لسنه نبيه صلى الله عليه وسلم بالحسنى والمعروف لمن تعرف ولمن لا تعرف بعيدا عن هوى النفس من حب او كره.